أعراض سرطان القولون عند النساء

أعراض سرطان القولون عند النساء: تشخيص مبكر وسبل الوقاية

سرطان القولون هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في جميع أنحاء العالم، ويعد من الأسباب الرئيسية للوفاة المرتبطة بالسرطان في العديد من البلدان. ورغم أن هذا النوع من السرطان يصيب الرجال والنساء على حد سواء، إلا أن هناك بعض الفروق في كيفية تأثيره على النساء، وكذلك في الأعراض والعوامل التي قد تسهم في تطوره. من خلال هذا المقال، سنستعرض أعراض سرطان القولون عند النساء، ونتطرق إلى بعض الأسباب والعوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى أهمية التشخيص المبكر وسبل الوقاية المتاحة.

ما هو سرطان القولون؟

سرطان القولون هو نوع من السرطان يبدأ في الأمعاء الغليظة، والتي تشكل الجزء الأخير من الجهاز الهضمي. يتطور هذا النوع من السرطان عندما تنمو خلايا غير طبيعية في القولون أو المستقيم، مما يؤدي إلى تكوّن أورام سرطانية. تبدأ معظم حالات سرطان القولون من الأورام الحميدة المعروفة باسم “السلائل” (Polyps)، التي يمكن أن تتحول بمرور الوقت إلى أورام سرطانية إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في مراحل مبكرة.

عوامل الخطر للإصابة بسرطان القولون عند النساء

تعتبر العديد من العوامل مؤثرة في احتمالية إصابة النساء بسرطان القولون. بعض هذه العوامل يمكن التحكم فيها، بينما البعض الآخر لا يمكن التحكم فيه. إليك أبرز العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة:

1. العمر: تزداد احتمالية الإصابة بسرطان القولون مع التقدم في العمر، حيث يظهر المرض بشكل أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 عامًا أو أكثر.

2. التاريخ العائلي: إذا كان لديك أحد أفراد العائلة قد تعرض لهذا النوع من السرطان، فقد تكونين أكثر عرضة للإصابة به. الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من سرطان القولون هم في خطر أكبر.

3. الحمية الغذائية: الأنظمة الغذائية الغنية باللحوم الحمراء والمعالجة، والمنخفضة بالألياف، يمكن أن تسهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون. كما أن تناول الأطعمة الدهنية بشكل مفرط قد يكون مرتبطًا بتطور هذا المرض.

4. التمرين البدني: الأفراد الذين لا يمارسون النشاط البدني بانتظام قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون مقارنة بالأشخاص النشطين بدنيًا.

5. الحالات الطبية السابقة: الإصابة بحالات مثل مرض الأمعاء الالتهابي (مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي) قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.

6. التدخين والكحول: التدخين وتناول الكحول بشكل مفرط هما عاملان مرتبطان بزيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان القولون.

أعراض سرطان القولون عند النساء

تختلف أعراض سرطان القولون بين الأشخاص، وقد تتشابه مع أعراض العديد من الأمراض الأخرى. من المهم أن تكون النساء على دراية بالأعراض المحتملة للسرطان حتى يمكنهن السعي للحصول على التشخيص والعلاج في وقت مبكر. إليك بعض الأعراض الشائعة التي قد تظهر عند النساء:

1. التغيرات في حركة الأمعاء

• الإسهال أو الإمساك المستمر: من أبرز الأعراض التي قد تشير إلى سرطان القولون هو التغير في عادات الأمعاء، مثل الإسهال المستمر أو الإمساك الذي لا يتحسن بعد العلاج.

• تغيير في قوام البراز: يمكن أن يلاحظ المصاب أن البراز أصبح أكثر رقة أو يصبح مزيجًا من الإسهال والإمساك.

• الشعور بعدم الإفراغ الكامل: قد يشعر المصاب بوجود حاجة مستمرة للتبرز حتى بعد إتمام العملية.

2. ألم أو انزعاج في البطن

• قد يعاني المرضى من ألم مستمر في منطقة البطن، وتحديدًا في الأسفل، وقد يكون هذا الألم ناتجًا عن انسداد جزئي في الأمعاء أو بسبب الأورام التي تضغط على الأنسجة المحيطة.

• يمكن أن يصاحب هذا الألم شعور بالانتفاخ أو الغازات.

3. الدم في البراز

• ظهور الدم في البراز، سواء كان دمًا فاتح اللون أو داكنًا، من الأعراض التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار بشكل جدي. في بعض الحالات، قد يظهر الدم بشكل غير مرئي للعين المجردة، وفي هذه الحالة قد يتم اكتشافه عن طريق الفحوصات الطبية مثل اختبار البراز.

4. فقدان الوزن غير المبرر

• فقدان الوزن المفاجئ وغير المبرر هو من الأعراض المقلقة التي قد تشير إلى وجود سرطان في القولون أو أي عضو آخر في الجهاز الهضمي.

5. التعب الشديد والإرهاق

• الشعور بالتعب والإرهاق المستمر دون سبب واضح، قد يكون ناتجًا عن فقدان الدم بسبب الورم أو تأثيره على العمليات الحيوية في الجسم.

6. الغثيان والقيء

• في بعض الحالات المتقدمة، قد يعاني المرضى من غثيان وقيء مستمرين، خاصة إذا كان السرطان قد تسبب في انسداد الأمعاء.

7. الشعور المستمر بالامتلاء

• قد تشعر النساء المصابات بسرطان القولون بامتلاء في البطن أو شبع مستمر، حتى لو لم يتناولن الطعام بشكل كبير.

كيفية التشخيص المبكر لسرطان القولون

يعد التشخيص المبكر لسرطان القولون أمرًا بالغ الأهمية في زيادة فرص الشفاء. يمكن للأطباء تشخيص سرطان القولون من خلال مجموعة من الفحوصات والاختبارات:

1. تنظير القولون (Colonoscopy): هو الاختبار الأكثر شيوعًا في الكشف عن سرطان القولون. يسمح للطبيب بفحص القولون باستخدام كاميرا صغيرة موجودة في أنبوب مرن يتم إدخاله عبر المستقيم.

2. اختبار الدم الخفي في البراز (Fecal Occult Blood Test): هذا الاختبار يساعد في الكشف عن وجود الدم في البراز، حتى إذا لم يكن مرئيًا.

3. الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية: قد تُستخدم هذه الفحوصات لتحديد وجود أي تكتلات أو أورام في القولون.

4. الفحص الجيني: في حال وجود تاريخ عائلي من سرطان القولون، قد يُوصى بإجراء فحوصات جينية للكشف عن الطفرات الوراثية المرتبطة بالمرض.

الوقاية من سرطان القولون

رغم أن بعض عوامل الخطر مثل الوراثة والعمر لا يمكن التحكم فيها، إلا أن هناك العديد من التدابير الوقائية التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون:

1. الحفاظ على نظام غذائي صحي: ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات، والحد من تناول اللحوم الحمراء والمعالجة.

2. ممارسة النشاط البدني بانتظام: تساعد التمارين الرياضية في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، بالإضافة إلى الحفاظ على وزن صحي.

3. التوقف عن التدخين والحد من تناول الكحول: التدخين واستهلاك الكحول بكميات كبيرة يزيدان من خطر الإصابة بسرطان القولون.

4. الفحص الدوري: يعد الفحص الدوري للأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ50 عامًا أمرًا بالغ الأهمية للكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية في القولون.

5. الوقاية من الأمراض المعوية الالتهابية: إذا كنتِ تعانين من أمراض مثل التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون، يجب متابعة العلاج والزيارات الطبية المنتظمة لتقليل خطر تطور السرطان.

الخاتمة

سرطان القولون يعد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها من خلال تغييرات نمط الحياة والفحص الدوري المبكر. ولأن الأعراض قد تكون غير واضحة في المراحل الأولى من المرض، فإن الالتزام بالفحوصات المنتظمة وتبني أسلوب حياة صحي يمكن أن يسهم بشكل كبير في الوقاية من الإصابة. وفي حال ظهور أي من الأعراض المذكورة، يجب على النساء استشارة الطبيب فورًا للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب.